مقال لـ عبدالكريم خريصان: صيف حضرموت الملتهب … وواقع لا يخفى على عين بصيرة.

جــســر – خاص
ها نحن نستقبل أول أيام “النجم باعريق” بوجع مضاعف ، صيف قائظ يحمل فوق لهيبه نيران انطفاء الخدمات وانهيار المنظومات وعجز الدولة عن صون أبسط حقوق الإنسان.
تعيش حضرموت مأساة حقيقية ؛ فالعملة المحلية تتهاوى بلا قيد أو رادع ، وتيار الكهرباء يغيب ست ساعات ليعود ساعتين لأبسط الأسباب كأنما هو منة على شعب يستحق العيش ، ناهيك عن انهيار بقية الخدمات الأساسية من صحة وماء وتعليم حتى بات المواطن الحضرمي يئن تحت وطأة الإهمال والفساد بلا حسيب ولا رقيب.
وفي خضم هذا الانحدار المتسارع جاء التغيير الوزاري وتكليف سالم صالح بن بريك رئيساً للوزراء ، وهو الذي حينما كان وزيراً للمالية يشهد توقيعه على كل ورقة ويمر عبر قلمه كل رقم ، ليكون شاهداً ومشاركاً في قصص الفساد التي نخرت جسد البلاد.
أيعقل أن ننتظر من كان جزءاً من المشكلة أن يكون مفتاحاً للحل؟؟!!
كيف نؤمل الخير في رجل حين كانت مقاليد المالية بيده كان صرف الريال اليمني مقابل الريال السعودي 138، ثم تركه للناس مضاعفاً إلى أكثر من 670 ؟؟!!
كيف نرجو الإصلاح ممن ازدهر الفساد في عهده وتضاعفت معاناة المواطن تحت سلطته؟؟!!
لا تحدثوني عن الأمل الكاذب ، والوعود الزائفة ، فإن الكتاب يقرأ من عنوانه … ومن أخفق في حماية قوت الناس وهو وزير المالية لن يكون نصيراً لهم وهو رئيس للوزراء.
ما يحدث اليوم ليس غريباً … فما نعيشه من انهيار في المنظومة الكهربائية التي اعتدنا تدهورها كل صيف ليس إلا البداية ، وكما جرت العادة لا يتحرك المسؤولون إلا إذا ضاق بالمواطن الحال وامتلأت الشوارع بالغضب ، حينها فقط تهرع الحكومة إلى تقديم حلول ترقيعية مؤقتة سرعان ما تذوب كسراب الصيف الحار.
أما مع سالم بن بريك فلا أستبعد أن يُضاف اسمه إلى سجل غينيس للفساد ، وأن ينهار ما تبقى مما لم ينهار بعد في عهد من سبقوه ، حتى لا يبقى للمواطن سوى أنقاض أحلام كان يتشبث بها ذات يوم.
لأعضاءنا الجنوبيين في مجلس القيادة الرئاسي ، اقرأوا رسالتنا جيداً وافهموا أن صبر المواطن قد نفد ، وأن الكرامة المهدرة لا تُستعاد ببيانات جوفاء أو وعود كاذبة بل بإصلاح حقيقي ينقذ ما تبقى من وطنٍ أوشك على الذبول.
أما السلطة المحلية في حضرموت فقد أبدعت في تصدير موارد أغنى محافظة ، فليت كل مانرجوه منها أن تتوقف عن إرسال البرقيات ورفع المناشدات وكأنها بلا حول ولا قوة ، تؤدي دور الوسيط العاجز بدلاً من أن تكون المدافع الأول عن حقوق أهلها وثرواتهم.
حضرموت اليوم تبكي أبناؤها ، والجنوب بأكمله ينزف …
فهل من مُجيب قبل أن يصبح الندم حديث التاريخ؟؟!!
