أراء وكتاب

في رحيل الصالحان


كتب: محمد بازهير

في مسيرة الحياة، هناك وجوه ترتبط بالأمكنة، لا بصوتها فقط، بل بروحها التي تمتزج بالزمكان، فتغدو جزءًا من الذاكرة.

جامع عمر بمدينة المكلا، لم يكن مجرد حجارة تقف شامخة، بل كان صدًى لأرواحٍ حملت صوته وأذانه في طيات الزمن، الشيخ صالح بابقي، بصوته العذب الذي كان ينساب في فضاء المسجد، لم يكن مجرد مؤذن، بل كان روح المكان، جزءًا من وجدانه، يُنادي القلوب قبل أن يُنادي للصلاة.

وكأن الأقدار شاءت أن يرتبط المسجد برجلين حفرا فيه أثرًا لا يُمحى، العم صالح بابعير الذي رحل، لكنه ترك سجاياه حيّة في ذاكرة من عرفه وكتبت عنه مقالًا في صحيفة 30 نوفمبر في عددها (50) الأثنين 24 يونيو 2013م، والعم صالح بابقي الذي غادرنا اليوم، ليبقى المسجد في حالة فَقْدٍ، موحشًا بصمت يفتقد الصوت، والروح التي كانت تحيي المكان برحيل الصالحان.

في غيابهم، يظل الجامع شاهدًا على أثر الإنسان في الحياة، وكيف تُصبح بعض الأرواح جزءًا من نسيج الأمكنة، لا تُنسى حتى بعد الرحيل، رحم الله من رحل، وجعل ذكراهم نورًا لا ينطفئ في القلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى