أراء وكتاب

تعطيل الميناء يكشف المستور: الحديدة معبر لمصانع أسلحة إيران

جــســر  – بقلم: اصيل السقلدي



بعد تعطيل ميناء الحديدة، انكشف وانفضح الhوثي أمام الجميع بأنه كان يستخدمه لإنزال إمداداته العسكرية، حتى نحن كنا نعلم أن الhوثي يستخدم الميناء شريانًا عسكريًّا له، لكننا لم نكن نعلم أنه يسخره لاستقبال كل هذا الكم من المعدات والتجهيزات العسكرية والمنشآت الصناعية الكبيرة، التي يجلبها عناصر الحرس الثوري الإيراني عبر هذا الميناء، وقد حولوا مناطق سيطرة الhوثي إلى منطقة صناعية عسكرية تنتج أسلحة الإرhـاب الخاصة بهم.

اتضح أن الhوثي كان يَعدُّ أهم أولويات خدمات الميناء تمرير شحنات وإمدادات إيران العسكرية، التي تستقدمها عناصر الحرس الثوري الإيراني كمواد خام ومعدات وأجهزة صهرها وتكوينها؛ لتبرز وتفرد مهاراتها وتقوم بتصنيع وإنتاج معدات الحرب الإرhـابية الإيرانية.

جعل الhوثي لمرور أدوات الموت الإيرانية عبر ميناء الحديدة، الذي يستولي عليه أولوية قصوى، ومنحها أفضلية على وسائل الحياة الضرورية التي يحتاجها الشعب، التي وُجد ونشأ الميناء من أجلها، لا من أجل صواريخ إيران وطائراتها المسيرة ووسائل الموت المختلفة، التي تجلبها إلى مناطق سيطرته. ويفضل الhوثي هذه الشحنات على أهم السلع والبضائع، التي يحتاجها المواطنون في مناطق سيطرته من مواد غذائية واستهلاكية وأدوية ومتطلبات معيشية مختلفة.

إن هذا السلوك لا يمثل فقط استغلالًا سياسيًّا وعسكريًّا لمرفق حيوي، بل هو إدانة صريحة للعبث بالوضع الإنساني المتردي، ففي الوقت الذي يتضور فيه ملايين اليمنيين جوعًا ويصارعون الأمراض، بسبب نقص الغذاء والدواء، عمد الhوثي إلى تحويل بوابة الحياة هذه إلى معبر للموت والدمار، مضحّيًا بأمن وسلامة المواطنين، وقرر حرمانهم الحصول على البضائع المدنية الضرورية.

وتثبت هذه الأولوية الإجرامية أن الhوثي لا يهمه المعاناة التي ألحقها وسببها للشعب، بل إن ما يهمه هو تعزيز آلة الحرب الإيرانية، التي يتخذ خبراء الحرس الثوري الإيراني الأراضي اليمنية، التي تحت سيطرة الhوثي منطقة صناعية لها، ومنصة عسكرية لتهديد الأمن الإقليمي والدولي وإرhـاب الشعب اليمني.

تعطيل هذا الميناء في الفترة القصيرة مؤخرًا كافٍ لفتح نافذة على حجم الكارثة، التي كانت تُدار خلف ستار (الخدمة الإنسانية) فخلال هذه الفترة القصيرة، تمكنت الأجهزة الأمنية والجمارك في المنافذ الأخرى وفي البحر الأحمر وسواحل رأس العارة والمهرة من ضبط كميات هائلة من شحنات الأسلحة والمعدات الصناعية، أبرز ما كشفته في هذه الفترة الشحنة الكبيرة التي تم ضبطها في ميناء عدن، البالغة 2500 طن على متن 58 حاوية، جاءت على متن سفينة تجارية دولية عملاقة، كانت وجهتها الأساسية ميناء الحديدة، لكن تعطيل الميناء اضطرها لإنزال حمولتها في عدن، لتنكشف طبيعة الحمولة الكارثية. هذا الكشف يثبت أن الhوثي لم يكن لديه أي حرج في استخدام السفن التجارية العملاقة والشحن الدولي غطاء تمرير لمثل هذه الشحنات العسكرية الضخمة.

وإذا كان هذا هو الحجم الذي انكشف وتم ضبطه في فترة قصيرة جدًّا، عبر منافذ بديلة وبعيدة، فكم يبلغ حجم العتاد والسلاح والمعدات الذي استقدمته إيران عبر ميناء الحديدة مباشرة، طيلة خمس سنوات من السيطرة المطلقة والتحكم الكامل لجماعة إرhـابية؟

إن ما تكشف مؤخرًا يسلّط الضوء على حجم العبث الذي مارسه الhوثيون، ويدعو إلى تعزيز الرقابة على كل منافذ التهريب ويترتب على المجتمع الدولي أن يقوم بمنع فتح أي منفذ سيادي أو قومي يمني للhوثي حفاظا على عدم تحويل الموانئ والمطارات إلى مراكز إنزال عسكرية hوثية إيرانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى