مقال لـ أنور باعثمان: وما أشبه الليلة بالبارحة .. وماذا بعد تحرير ساحل حضرموت ؟

جــســر – خاص
قبل عشرة اعوام كانت حضرموت تواجه تحديات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وأمنية وعسكرية كبيرة جدا ..اي كانت حضرموت على المحك فتم تعيين اللواء احمد سعيد بن بريك محافظا لها ..
فماذا عسى ان يصنع هذا الرجل كي يعيد الحياة لساحل حضرموت ؟
أستلم المحافظة وكانت في وضع مزري وكان البنك المركزي الذي هو بمثابة القلب الذي يضخ الدم في كل الانحاء محطما وقد غدا مأوى للكلاب والقطط الضالة !!
وللمرة الثانية اتسأل … ماذا سيفعل هذا الرجل كي ينتشل ساحل حضرموت من تحت ركام عام أسود حطم فيه الأرهاب كل شي ؟
واتذكر اني قد وضعت عليه سؤال حينها اي بعد مرور عدة شهور من توليه زمام الامور في ساحل حضرموت وقلت له ؟
كيف نجحت وبهذه السرعة في ترتيب الحياة وعودة جميع الخدمات بمعيار عالي؟
قال لي عبارة لن انساها ابدا ما حييت :
ماذا لو أتيت في يوم و وجدت اشياء مهمة في منزلك قد تحطمت ؟
هل ستتفرج أم ستشمر عن سواعدك وتنقض على كل خارب لاصلاحه ..
ثم أردف وقال عاهدت نفسي ان اجعل ساحل حضرموت ورشة عمل لا تتوقف ابدا لان كل من بداخلها هم أهلي …
لهذا الرجل عزيمة خرافية لا تلين في ضبط أمور المحافظة فهو لا يهدا ولا يكل ابدا فكان ينزعج عندما يمر في شارع او حافة وكهربتها طافية وللأمانة عمل المستحيل بكل الطرق وأعاد الكهرباء للحياة في فترة بسيطة وتطبعت الحياة بكل تفاصيلها ولوازمها وعاد العمل بوتيرة عالية و عادوا العمال للمناجر والورش والمصانع الصغيرة ..
لم يكن هذا الصنديد يسمح لنفسه ان يبقى عاجزا مهما كانت الظروف والصعوبات في مسألة تعذيب الناس بالخدمات , وهو من شاهده الكل عندما كان يحضر عند الثامنة صباحا لمرافق الخدمات التي يرتبط عملها مباشرة بحياة الإنسان مثل الكهرباء والمياه والتعليم ..
كان أب للجميع يدعو الكل بصدق تحت مظلة الولاء لحضرموت قبل اي شي آخر ولكنه صارما في موضوع محاربته للفساديين , ومرعبا لمن تسول له نفسه ان يقوم بالتحايل على المال العام حتى اني اتذكر احد مدراء المرافق الايرادية المهمة , اقاله بعد ان اكتشف تجاوزاته في امر متعلق بباب الشراء ..
دارت السنين والتقيت بهذا المدير فسألته عما حصل ولماذا اقاله بن بريك يومها
فقال لي والله الشاهد على قوله :
رغم اقالته لي الا إنني اقر ان اللواء بن بريك كان رجل دولة استثنائي وأمين على مصالح حضرموت ورجل لديه أنفة وعزة نفس , وكبير جدا من ان يضع نفسه في شبهات اسوة بمسؤولي الغفلة اليوم ..
في الجانب الإنساني , نجده يحمل قلب ابيض ومتسامح وقد رأينا كيف شكل عمرو بن حبريش مع فرج البحسني قوة الى جانب المحافظ اللواء أحمد بن بريك ..
الجميل في الأمر ان أبو عصام سخر كل امكانيات المحافظة للمحافظة دون خوفا من أحد وخلق هيبة عظيمة لحضرموت لم نعرفها قط , وبقى يجمع الكل ولا يفرق أحدا عن أحد من ابناء حضرموت و مترفعا عن الصغائر ..
كم هي حضرموت في أمس الحاجة لك اليوم ايها القائد الاستثنائي الكبير والانسان الوافي مع اهله و وطنه ..