أخبار عربية ودولية

اختراق ألماني يغيّر معادلة الطاقة الشمسية بكفاءة غير مسبوقة

جــســر  – متابعات 

في خطوة علمية قد تعيد رسم خارطة الطاقة العالمية، أعلنت ألمانيا عن إنجاز غير مسبوق في مجال الطاقة الشمسية، كاسرةً التوقعات التي لطالما وضعت الصين واليابان في طليعة الابتكار بهذا القطاع. فقد كشف فريق بحثي ألماني عن تطوير ألواح شمسية فائقة الأداء، تنتج طاقة تفوق الألواح التقليدية بأكثر من ألف ضعف، باستخدام تقنية بلورية متقدمة قد تُحدث ثورة في قطاع الطاقة المتجددة.

الاكتشاف نُشر في مجلة “Science Advances”، ويمثل قفزة نوعية في كفاءة امتصاص الضوء وتحويله إلى طاقة. تعتمد التقنية الجديدة على تركيب فائق الدقة لطبقات بلورية من مواد: الباريوم، والسترونشيوم، والكالسيوم، لا يتجاوز سمكها 200 نانومتر، وهي مرتبة بطريقة “شطيرة نانوية” تسمح بامتصاص الضوء بشكل غير مسبوق.

اللافت أن هذا الابتكار لا يتطلب مساحات واسعة، ما يجعله مثالياً للمدن والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ويضع ألمانيا في موقع تنافسي متقدم، خاصة في ظل تزايد الطلب العالمي على حلول الطاقة النظيفة والفعالة.

الفريق البحثي الذي يقف خلف هذا الاختراق يقوده الدكتور أكاش بهاتناغار من جامعة مارتن لوثر في هاله-فيتنبرغ، حيث انطلقت التجارب بالبحث عن بدائل للسيليكون المستخدم حالياً في الألواح الشمسية. وبحسب تصريح الدكتور بهاتناغار، فإن “المفتاح كان في التناوب بين المواد الفيروكهربائية والباراكهربائية”، ما أتاح توليد تيار كهربائي قوي ومستقر على مدى نصف عام من الاختبارات.

وبخلاف السيليكون الذي يُعد مكوناً أساسياً في التقنيات الحالية، فإن المواد المستخدمة في التقنية الألمانية الجديدة أقل تكلفة، ما يعني أن هذا الابتكار قد لا يحسّن فقط الأداء، بل يفتح أيضاً آفاقاً لخفض كبير في كلفة إنتاج الطاقة الشمسية.

ورغم أن الصين واليابان تمتلكان منشآت ضخمة للطاقة الشمسية، إلا أن الرهان المقبل قد يتحول نحو الكفاءة والتكثيف الذكي بدلاً من التوسّع الأفقي، وهو ما تقدمه هذه التقنية الألمانية. ومع استمرار الأبحاث لتطويرها وتحسين قابليتها للتصنيع التجاري، يتوقع مراقبون أن تفتح هذه “الطفرة البلورية” الباب أمام عصر جديد من الطاقة المستدامة والمدمجة في البنية التحتية الحضرية.

في عالم يتسارع فيه السباق نحو الحياد الكربوني، قد لا يكون المستقبل لمن يملك الأرض الأوسع، بل لمن يملك التقنية الأذكى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى