تقارير

تضحيات القوات الجنوبية.. دماء الشهداء تسطّر طريق التحرير الوطني

جــســر  – متابعات

رسمت محافظة الضالع لوحة وطنية وملحمية وهي تشيع أحد أبطالها الذين يواصلون الانضمام إلى قائمة الشرف في ظل التحديات المثارة ضد الجنوب.


ففي موكب جنائزي مهيب، شيعت جموع غفيرة من أبناء محافظة الضالع، جثمان الشهيد البطل أحمد فضل فارع ناجي، أحد أبطال اللواء الأول مشاة في القوات المسلحة الجنوبية، إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه، بعد أن ارتقى شهيدًا متأثرًا بإصابته التي تعرض لها قبل أيام أثناء أدائه لواجبه الوطني في الخطوط الأمامية لجبهة الضالع.


وشهدت مراسم التشييع حضور عدد من القيادات العسكرية والأمنية، يقدمهم أركان اللواء الأول مشاة العميد مثنى أبو حسام، بالإضافة إلى عدد من قادة الوحدات والمكونات العسكرية، وجموع من المشايخ والشخصيات الاجتماعية، إلى جانب حشد واسع من المواطنين الذين توافدوا من مختلف مناطق المديرية ومحافظة الضالع.


وكان في استقبال المشيعين أسرة الشهيد ووجهاء وأهالي المنطقة يتقدمهم الشيخ محمود عواس وكيل محافظة الضالع، الذين عبروا عن فخرهم واعتزازهم الكبيرين بما قدمه الشهيد من تضحيات، مؤكدين أن دمه الطاهر سيظل مشعلًا لطريق النضال الوطني حتى تحقيق أهداف شعب الجنوب في الحرية والاستقلال.


ويعد الشهيد أحمد فضل فارع ناجي من خيرة المقاتلين في صفوفط اللواء الأول مشاة، حيث عرف بانضباطه العالي وشجاعته الميدانية، وكان من المقاتلين الأوائل الذين تقدموا الصفوف في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا. وقد نال شرف الشهادة، متأثرًا بجراح أصيب بها أثناء تصديه للعدو في أحد المواقع القتالية بجبهة الضالع.


القوات المسلحة الجنوبية تتقدم صفوف المدافعين عن الأرض والهوية في معركة الكرامة والسيادة، ساطعةً بتضحياتها أروع صور الفداء في مواجهة ميليشيات الحوثي.


ففي كل جبهة، يسطر الجنود الجنوبيون ملاحم بطولية، لا تحركهم إلا عقيدتهم الوطنية الراسخة وإيمانهم بعدالة قضيتهم.


شهداء الجنوب الذين يرتقون في هذه المعارك ليسوا مجرد أرقام تُسجَّل في بيانات عسكرية، بل هم مشاعل من نور تضيء طريق التحرير، وهذه الدماء الخالدة ترسم خريطة وطن يتجدد، وتؤسس لمستقبل تتحرر فيه الأرض من قبضة المشروع الحوثي الطائفي، الذي يسعى إلى زعزعة النسيج الاجتماعي وفرض واقع دخيل على هوية اليمنيين وجنوبييهم على وجه الخصوص.


وفي كل مرة يرتقي فيها شهيد، تتجدد في نفوس رفاقه العزيمة ويشتد العزم، فهؤلاء الأبطال، بوعيهم السياسي والتاريخي، يدركون أن مهمتهم لا تقتصر على صد عدوان عسكري فحسب، بل تشمل أيضاً الحفاظ على هوية الجنوب وحقوق شعبه، وصون المكتسبات التي تحققت منذ انطلاق الحراك الجنوبي.


هذه التضحيات أثبتت أن مشروع التحرير الجنوبي ليس شعاراً عاطفياً، بل مسيرة نضالية مكتملة الأركان، تتطلب الاستمرار حتى النهاية. ومن هنا، تكتسب دماء الشهداء قيمتها الرمزية والسياسية، باعتبارها حافزًا لإكمال الطريق، وتذكيرًا دائمًا بأن النصر لا يُمنح، بل يُنتزع بالتضحية والثبات.


ويظل الوفاء للشهداء واجبًا وطنيًا، لا يُترجم فقط بتكريم ذكراهم، بل بالاستمرار في استكمال مهامهم، حتى يُستعاد الحق وتُرفع راية الجنوب خفاقة فوق كل شبر من أرضه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى