تقاريرحوارات واستطلاعات

تقرير:  بين حلم الأكل ومحاربة العيش  …  ماذا بقي للمواطن الجنوبي مع اقتراب عيد الأضحى؟

جــســر  – خاص 




يطلّ علينا عيد الأضحى المبارك هذا العام وليس في الأفق من البهجة ما يُذكر سوى ألم الغلاء  ،  ومعاناة المواطن الذي صار يكافح لأجل لقمة العيش  ،  في زمنٍ أصبحت فيه أسعار اللحوم والمواشي بعيدة عن متناول الغالبية  ،  خاصة في المحافظات الجنوبية وتحديداً حضرموت.


– غلاء فاحش يسبق العيد

في الوقت الذي كان فيه عيد الأضحى مناسبة فرح وتكافل  ،  ووقتاً يجتمع فيه الأهالي حول ولائم الأضاحي  ،  ارتفعت أسعار المواشي إلى مستويات قياسية وغير مسبوقة  ،  حيث وصل سعر رأس الماعز إلى 800 ألف ريال يمني  ،  وسعر كيلو اللحم إلى 30 ألف ريال يمني  ،  لتتحول الأضاحي من سنة نبوية إلى حلم مؤجل.

هذا الارتفاع الكبير ألقى بظلاله على حياة الأسر البسيطة  ،  التي كانت تنتظر العيد لتأكل اللحم الذي غاب عن موائدها طوال العام  ،  فكيف لأسرة بالكاد تجد قوت يومها أن تشتري لحوماً بسعر الذهب؟


– أزمات متلاحقة  ..  وسكون قاتل!

لم تكن أزمة الغلاء وليدة اللحظة  ،  بل جاءت نتيجة سلسلة من الانهيارات التي عاشها أبناء الجنوب عموماً  ،  والحضارم على وجه الخصوص.  فمع الانهيار الحاد في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية  ،  وتجاوز الريال السعودي عتبة الـ 670 ريال  ،  ارتفعت أسعار كل شيء  ،  حتى السلع الأساسية،  فكيف لا ترتفع أسعار المواشي؟

يُضاف إلى ذلك انهيار منظومة الكهرباء  ،  التي باتت غير قادرة على تشغيل مدينة واحدة لنصف يوم بمعدل (12) ساعة  ،  في ظل حرارة صيف خانقة،  وتكرار انقطاعات المياه،  وتدهور خدمات الصحة والتعليم.

– الحضارم بين نارين

أبناء حضرموت،  الذين عاشوا ذكرى تحرير ساحلهم من الإرهاب قبل شهر،  اليوم يواجهون إرهاباً من نوع آخر:  “إرهاب الغلاء والفقر والخذلان”  .
فهم يقفون اليوم بين حلم العيش الكريم ومحاربة الجوع  ،  في صمت مطبق من الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي وغياب أي حلول حقيقية تخفف معاناتهم.

وبينما كان المواطن ينتظر موسم الأعياد كمتنفس بسيط من همومه اليومية  ،  جاء هذا العيد محملاً بآهات العجز ومرارة الحرمان  ،  لتغيب رائحة الشواء عن أغلب بيوت الفقراء  ،  ويُستبدل الفرح بعبارات الاعتذار للأطفال عن “أضحية هذا العام”.

– صرخة مواطن حضرمي

” العيد قرب  ،  والناس بدل ما تجهز الأضاحي ،  تجهز نفسها لصيام العيد” هكذا عبّر أحد أبناء حضرموت مُختصراً بمرارة حال معظم المواطنين.


– خاتمة:  إلى متى؟

يبقى السؤال:  إلى متى سيظل المواطن الجنوبي يعاني بصمت؟  متى تُسمع صرخاته؟  ومتى تُتخذ الخطوات الجادة لتخفيف عبء الحياة عن كاهله؟

إن تحرير الإنسان من الجوع والفقر لا يقل أهمية عن تحرير الأرض من الإرهاب  ،  ولعل صرخة المواطن هذه المرة تكون ناقوس خطر يدق أبواب المسؤولين،  قبل أن يُصبح العيد القادم عيداً للحزن لا للفرح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى